غَيّر صدّيق حسن بابكر النظرة النمطية لحياة الرعاة والصورة الرتيبة التي تقتصر على ملازمة الأغنام طوال النهار حتى مغيب الشمس مع مراقبتها بشكل دائم ثم الخلود للنوم؛ استعداداً للقيام بالدور نفسه في اليوم التالي. شعاره في ذلك «اغتنم وقتك مستمتعاً بعملك» متخذاً من المذياع رفيقاً له في حله وترحاله، مستهلاً يومه مع إذاعة القرآن الكريم ببرنامج «بك أصبحنا» مع حرصه على سماع برنامجه المفضل «الخيمة الشعبية» من إذاعة الرياض، آثِراً إياه على متابعة التلفزيون، معللاً ذلك بحرصه على ألاّ ينصرف نظره عن مراقبة أغنامه، أنيسه في وحدته قنفذ صغير توثقت عرى الصداقة بينهما بعد أن انقض أليفه على عقرب دخيل اقتحم مهجعهما. لم يبرح مكانه لغير الضرورة في أحد براري محافظة الوجه منذ 4 سنوات، الذي أضاء ليله بمصابيح تعمل بكاملها على الطاقة الشمسية، مستفيداً منها في تشغيل أجهزته ومراقبة أغنامه، مع معرفته لكثير من الديار، إذ أتى إلى المملكة قادماً من السودان الشقيق منذ 20 عاماً تنقل خلالها بين كثير من المراكز والهجر والقرى، استفاد منها بتكوين فكرة عميقة عن معادن الرجال، مستعيناً بتجاربها على إنجاز حاجاته. وبغير الأعمال اليومية التي يقوم بها من تعليفه للأغنام ومتابعتها وقت الرعي وتفقدها مع الاعتناء بصغارها وإطعام الحمام وجمع بيضه ورعاية فراخه يسعد صديق بمكان إقامته إذ جعل منه متنزهاً له ساعد في ذلك موقعه في وادي تحفه أشجار الطلح على جانبيه، واعتدال مناخه مع اختلاف فصول السنة الأربعة.